اح [الككه ب الحصرف_ت كر لم تم الللسافاةا

ااا 2 مو -«طصطعور

«ذ لماك م 7 1 0

١١‏ و«

.51112260015 بعل يديل > 3.1284 دا غأعلد11

0 070 0# والمشل والتمشل والمشلات 22 م 6 م7 لي 2 سير

يتح عَاطِت الزن

دار الكتاب الملصرف دار الكتاب اللبنائى

1.5.58. 9953 - 843 - 57 - 4

دار الكتاب الملصرف القاهرة نذا شارع قصر النيل - تلفون: 74171751١1 /79747961١ /5994157١1374‏ ص . : 167 - عتبه الرمز البريدي: 1١١61١١‏ القاهرة ‏ ج .م.م يلى: 75745817 )٠١7(‏ 7 20222 ) :0م 2110 - 81 للفذك14! .1.:3541

دارالكتاب اللبنانى وت ٠. ٠.‏ شارع مدام كوري - مقابل فتنق البرييتول ‏ بيروت تلفرن: 6177لا / صاب 1 1١١/10‏ بيروت - لبنان ‏ فاكسميلي: 5611777 (4711) 13 200001110001011 21 اع الهذذة1 .541 :.411

© جَمِيمٌ حُفُوقٍ الطبْع 6.6 ظة للنّاشِرِينَ

© يمنع الاقتباس والنقل والترجمة والتصوير والتخزين الميكانيكي والإلكتروني في إطار استعادة المعلومات دون أذن خطي مسيق من الناشر

الطبعة الثانية الجديدة والمتجددة منقحة ومزيدة ١‏ ها ل ٠١4‏ م

120103 560520 0 .1 - 2009 .(1.م

».1ق تتتتقطع )11ت دل. 95 - :ع) زعراء 13 نانم" لتك ستلقطه) تطله عه ©) 110 - :لتقصع؟]

جميع الحقوق محفوظة لدار الكتاب المصري - القاهرة ودار الكتاب اللبناني ‏ بيروت لا يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب ٠‏ أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع ١‏ أو نقله. على أي نحو. أو

بأي طريقة سواء كانت «إلكترونية» أو «ميكانيكية» أو بالتصويرء أو بالتسجيل»؛ أو خلاف ذلك. إلا بموافقة الناشر على هذا كتابة ومقدما .

أيّهَا الْقَارَىُ الكريم:

ضَرَبٌ الله تعالى الأمئَالَ فى الُْرآنِ الكريم لِلتَامِن 0 جَمِيعِهمْ. وَليْسٌ لِلمَُؤْمِنِينَ وَحُْدَهُمْء لِتَذْكرَهُمْ 50 بما 6 مِنْ تَصُوِيرِ لِلتْمَاذِج الَْشَرِيَة الْمُتََوّعَةَ 0 مِنَ الأول وَالْبَرَاهِين الي تَهْدِي | إلى الإيمَانٍ وَالعَمَلٍ

الصَالِح .

2

وَهَذَا مُعْجِمْ الأمْئَالٍ فِي الْمُرآنِ الْكَرِيم وَكَذُ جَعَلَبهُ منتؤفا جيم أمثال لْقَرَآنٍ الْمَلْمُوطَقَ مسقا إِيَاهُ على أَسَاسِ سَوَرٍ الْقُرآنٍ لكريم ؛ ابتيداء بسُورَةٍ الَْقَرَ» وَالْتهَاءَ بسُورَةٍ الْفِيلٍ لي نيهي بآيرٍ مكل : تع كمَسفٍ تأسكولي» .

رُبما اغْتَرَضْتَ أيهَا الْمَارِئُ الْكَرِيمُ قائلاً: وَلَكِنَّ هَذَا ثم الكِتَاب الَذِي سَمَيِئَهُ معجماً غَيْرَ مُنَسّق على أحرف الى الهساء؟! القؤات :2 : جكلئة اننا على اسنادن: سور 1 الُْرآنِ الكريم؛ حَيْتُ لآ تَتَجَلَى عَطَمَةُ الأمْئَالٍ في

الْمَدْآنِ إلا في سِيّاقٍ السُورَةٍ المَؤْجُودَةَ فِيهَاء 0 ظ 0 الْمَوْضِع الْمَرْسُوم لَهَا * بَيْنَ آيَاتِ عدو السورةة: ظ . 0 ِالأمْئَالٍ الْوَارِدَةٍ فا ِل عن لسُورَةٍ التي تَلِيهَا بأَمتَالًِا. وَابْتَدَأتُ بِالْمَئلِ الأول في سُورَة الْبقَرَِ اْكُرِيمَء وَالتهَيْتُ بِآخِرٍ مَثَلٍِ في سُورَة الْفِيلٍ. وَأَشَرْتُ بالوهُمٍ عَلَى وَرُودِ الْمَكلٍ في أيه آي رَفِي أي صَفْحَةٍ م هَذّا الكتاب. لأنَّ الأمْتَالَ النّي أَرَدْنُهَا أن تكونَ عَلَى : 5 واردة تحت عناوينَ لا يستطيع القارئ أنْ لخر الدقيه يريةة نذا برسم إلى السورة سوط ا ستجده في الفهرس. اخر الكتاب .

والله ولي التوفيق

يطلقهًا الحكماءٌ أو الشعرَاءٌ؛ وَل يهتمون بالأمثال التي ضربها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم؛ وعلى لسان رسُوله العظيم؟! بيغ ريا لين ا وقد صرب للئّاس في القرآن الكريم من كل مثل. فمًا أحرّانا لأن نغترف منّ المعين الإلهي كلما احتجنا | إلى ضرب مثل» وأن ننهل من ينبوع الله العلي القدير الذي لا تنفد كلماته وَلو جئنا ببحر من مداد يمذه عدا عا ع قلّة استعمّالنا لأمئال القرآن الكريم دَليل على عدّم اهتمامنا بالمداوّمة على قرّاءة كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه البّاطل من بين يديه وَلا مِن خلفه, تنزيل من حكيم حميد. 000 لا يستغني أحد عن ضرت الأمكال خلال محادثاته اليوميّة»؛ وفي نار خيؤون الداة مع الآخرين» فمًا

القائلين» و«هو الله العليم الحكيم».

م9

قال الله تعالى : #وَلْقَدَ صَرَيسا لِلنَّاس فى هَذًا لْهرانِ من كل مََلٍ لَعَلَهُمْ

سج"

2 2كء ممم م ىا صم له لل © رم وقال تسعالى: ل#اَلَْد صَرَينا لِلنَّاس في هنذًا لْفَرءانِ من كل مثَلٍ ولّين

نهم بابو لعُولنَ ان كفروأ إن أنز إلا مون 74" .

وقال تعالى : طوَيضْرِب أَنَهُ الل لئاس لَعلَهُر سَتَكَرُو74".

أنه لواضح من هذه الآيات الكريمة أن الأمثال في القرآن الكريم إنما يضربها الله (تبارك وتعالى) للناس - لجميع الناس ‏ وليس البشرية المتنوعةء وبما تقدم من الأدلة العقلية والبراهين الحسّية التي تهدي جميعها إلى الؤيمان والعمل الصالح. .

ولعلّ في تقديم المثل للناس ما يساير نفوسهم» ويوافق )١(‏ سورة الزمرء الآية: /7107.

0( سورة الروم» الآية: 64. (*) سورة إبراهيم» الآية: 10.

13-57

أمزجتهم؛ ولكن هنا في القرآن ‏ مع الضبط والتوجيه الصحيحين. فواقع الحياة البشرية يدل على أن الناس قد درجوا في حياتهم على استعمال الأمثال بما يعبّر عن أفكارهم ومشاعرهم». حتى صار المثل صنو الحكمة الشعبية» واعتادوا على الاستعانة به»ء وهو يجري على الألسنة قولاً وكتابة» حتى ظهر ثمرةً للتجارب الإنسانية» وتجسيداً للأفكار التي آمنت بها كل جماعة في مرحلة من مراحل حياتها .

وقد تدرجت الأمثال مع الزمن فارتقت في أحيان كثيرة إلى مرتبة الأعراف التي يحتكم إليها الناس في تعاملهم مع بعضهم» وفي إقامة علاقاتهم فيما بينهم. وذلك في الحدود التي تتناولها تلك الأعراف» وبخاصة التي تعبّر الأمثال عن مصداقيتهاء وفِغْل تأثيرها. ولذلك كانت الاستعانة بالأمئال دوماً إما لتوضيح فكرة» أو تقريب معنى» أو للدفاع عن رأي» أو الاستشهاد بموقف .

ومن عجيب ما يُلاحَظّء اهتمام الناس بالأمئال التي ابتكروها وهي مما لا يحصى لكثرة تنوعها - والتي جعلوها تدور على ألسنتهم , وتماشي وقائع كثيرة في حياتهم. وذلك في الوقت الذي يهملون الأمثال التي ضربها الله العزيز الحكيم في القرآن المبين» وعلى لسان رسوله الكريم» ساهين أنه سبحانه قد ضرب لهم من كل مثل» وأنّ له تعالى المثل الأعلى» وأنه قد أحاط بكل شيء علماً . فلماذا أيها الناس تتمسكون بالذي هو دونء» وتتخلون عن الذي هو خير؟ ويقيئاً إن معرفة واستعمال الأمثال في القرآن الكريم أكثر خيراً وفائدة للإنسان. وإن عدم الاهتمام بهذه الأمثال لدليل على عدم معرفة عظمتهاء وعلى جهل كثيرين من الناس لها. فإذا كان الناس يألفون بحكم العادة الأمثال التي درجوا عليهاء والتى هي. في الأصل. من

14 ١+

صنع الإنسان» وبنات أفكاره ومشاعره. فالأولى بهم أن يتعرّفوأ على ما ضربٌ لهم خالقهم وبارئهم من أمثال في كتابه المجيد». حتى يتبين لهم فعلاً الحنٌ الذي تحمله هذه الأمثال» وما تهدي إليه؛ لا سيما وأنَّ فيها شمولية لكل شيء» سواء فيما تحكي عن أخبار الأمم الغابرة» أو بما تنير به سبل الحياة - في حال تطبيقها على أرض الواقع ‏ أو بما تزود به من الحكمة؛ أو بما تعمل به من توسيع الأفكار وتقوية الحجة والبرهان. . والتي من شأنها مها في حال اتباعها والعمل بوحيهاء أن تجعل الحياة الدنيا سويّةء وتقود إلى الفوز في الآخرة.

والحقيقة أن موضوعات الأمثال في القرآن الكريم كثيرة ومتنوعة ومتشعبة؛ بحيث لا يمكن التعرّض لها جميعهاء لما يلزم لهذا الأمر من البحث» والتمحيص» والتدقيق وسعة الجمع والتأليف» ولذلك اقتصرنا على الآيات التي تحدّد بذاتها أمثالآء أو التي ظهر فيها التشبيه» أو التي ورد فيها لفظة «مثل» أو «كاف التشبيه»» أو ما دلت عليه الاستعارة؛ أو القياس التمثيلئ» فنكون قد أتينا على ذكر المثل الملفوظ7' كاملاًء ولم نتعرض إلى المثل الملحوظ”” . . كما حاولنا أن نجمع تحت عنوانٍ واحدٍ الآيات التي تتناول موضوعاً معيناء أو أحوال فئةِ من الناس مثل المؤمنين» أو الكافرين» أو المنافقين. . أو الموضوع الذي يبرز صفات الجنة أو النارء أو الحياة الدنيا. . . إلخء وفي بعض أجزاء العنوان الواحد رأينا أن نضيف بعض الآيات التي

» ومثال المثل الملفوظ قوله تعالى «نابِقُوا إل مَمْفْرَوَ ين زْيَ5ٌ وحن عرَطُبًا كُمَرْضٍ السَمَل وَالارْضٍ‎ )١( .]؟١ [الحديد:‎

(؟) ومثال المثل الملحوظ قوله تعالى : «وَحارمًا إل مَمْيرَرَيْن رَبْصكُْ وَجََّةْ ها التعوث وَالْرسُ أَعِدَّتٌ بِلْمُتَّقِينَ © (آل عمران: 177].

15 6

تسبق أو تعقب الآية التي تحمل المثل القرآنيٌء أو أن نوضّح ما قد ترمي إليه هذه الآيات من مقاصد حتى يأتي السياق متكاملاء فيظهر المثل القرآنيّ بكل تجليات مضامينه ومدلولاته. لأن المثل ‏ عامة - والمثل القرآنيّ ‏ خاصة ‏ يعتبر أرفع أنواع البلاغة» بما فيه من إيجاز لفظء وإصابة معنى» وحسن تشبيه» وجودة كناية .

بيد أنه لا تتجلى عظمة الأمثال في القرآن الكريم إلا في سياق السورة الموجودة فيهاء وفي الموضع المرسوم لها بين آيات هذه السورة تعدو الى ,موضعها الطب عم بالعاكن المجوب لين تريد إبرازها لتجعلها في متناول الإنسان - فهما وعظة وحكمة ‏ ودائماً في بيان معجزء وترتيب دقيق» وفي منتهى البلاغة والفصاحة .

ولا بد في ختام هذه المقدمة من الإشارة إلى أن قصدنا من وراء هذا العمل» وإخراج هذا المعجم إلى حيز التنفيذ ‏ وطبعاً مما قدّرنا عليه رينا ومولانا الكريم» وأعائئًا به على جمع الأمثال في كتابه المجيد ومحاولة تفسير مضامينها ‏ إنما كان لتوفير الوقت والجهد على القارئ العزيزء وعلى الإنسان المؤمن» والداعي إلى سبيل ربه تبارك وتعالى بالموعظة الحسنة. . لكي تتيسّر الإفادة من هذه الأمثال التي أرادها الله جلت عظمته نوراً للهداية» وسبيلا من سبل الفوز والفلاح في الدارين.

وفقنا الله تعالى إلى طاعته ومرضاتهء وتقبّل منا هذا العمل المتواضع الذي يحمل بعض الأفكار الإسلامية بما يتوافق ومعاني كتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم وَل والذي يقدّم جزءاًء ولو يسيراً جدأء مما جاء به الدين الحنيف من خير وصلاح لكافة الناس .

والله ولي التوفيق.

16-515

١7/

17

الفقرة الأولى ‏ نشأة المثل منذ القدم

ليست الأمثال ‏ على كثرة المواضيع التي تتناولها - حديثة النشأة» بل هي عريقة في القدم. وقد رافقت الثقافات الإنسانية في مختلف مراحلهاء وعبر تفاعلاتها مع بعضها البعض» واستمرت في هذا التفاعل على الرغم من الصراعات الفكرية والمادية التي عرفها الناس على امتداد التاريخ البشريّ الذي حفل بشتى أنواع تلك الصراعات. . واللافت في هذا السياق أن التفاعل الثقافيَّ الذي نتج عنه تراث فكريّ» وكان فيه غنئ لمسيرة الإنسان» نجده قد ظهر أكثر ما ظهر في البلدان التي كانت ملتقئ لثقافات متنوعة؛ بسبب موقعها الجغرافيَّء وما طرأ عليها من غزو واحتلال» أو بسبب نمط وأسلوب عيشها في الحياة» وما قدّمت هي فعلا من نتاج فكريّ وحضاريٌ تلاقى مع غيرهء وجعل من تلك البلدان حاضنة لالتقاء الثقافات وتزاوجها مع بعضها البعض .

وقد أحدث ذلك التفاعل بين الثقافات تغييرات جذرية شملت

19 8

الطريقة والمضمون اللذين كانت عليهما ثقافةٌ معينة» أو عدة ثقافات متنوعة» وأدى إلى قلب أنواع عديدة من الفنون الشعبية رأساً على عقب» بعدما قضى على كل صلة بين قديمها وحديثهاء هذا في الوقت الذي تغيرت فيه أنواع أخرى من تلك الفنون والقوالبٌ وأساليبٌ الأداءء بينما بقي الجوهر محافظأ على مضامينه الأصلية.

ومن الفنون الثقافية التي حافظت على جوهرهاء على الرغم من إيغالها في الزمن» كانت الأمثال» التي ظلت إحدى أهم الطرق الفكرية لتصوير معاناة الناس» أو لتجسيد أفراحهم من خلال الواقع الذي يعايشون» أو للتعبير عن تشوّف المستقبل الذي به يحلمون. وقد اتخذت أمثالهم مسميات عديلة © وأشكالا متنوعه برزت في العبارة القصيرة» أو الجملة المفيدة» أو في المجموعة الفريدة» مروراً بالقصة والقصيدة. والخرافة والملحمةء وغيرها من ألوان الأدب التي عرفتها الشعوب القديمة والحديئة. وكل ذلك لأن المثل كان ولا يزال مظهراً من مظاهر العقلية» يعبر بأسلوب من الأساليب اللفظية عن عادات المجتمع وتقاليده وأعرافه. تمافاً كما يعبر عن نفسسية الإنسان في مشاعره وعواطفه في ظل الوقائع والأحداث التي يعيشهاء أو في ظل الظروف والأجواء التي تحيط به أو تخيّم عليه. حتى ليمكن القول بأنْ الأمثال» من الناحية الثقافية» تحتل حيزاً كبيراً في التدليل على معاني التفكير والسلوك لدى الجماعات البشرية.

وهكذا ندركء مما جاء في الأمثال واستمراريتها عبر العصورء بأن الشعوب لم تضع أمثالها عبثأء بل كان وراءها أسباب اقتضتهاء أو

20 ٠

تصويب لأوضاع المجتمع؛ ومن توجيه للناس إما للحفاظ على تلك الأوضاعء أو معالجة المشاكل التي تعترضها.

ولم يختلف العرب عن غيرهم من التعوت التي ع الأمئال. بل على العكس فقد شكل المثل عندهم فنا ثقافيا قديماء يستمد عراقته من الجذور المشتركة بينه وبين الثقافات الساميّة القديمة. ولعله من أجل ذلك كان أقدم فنون الأدب العربيَّ على الإطلاق. وقد بقي هذا النوع الأدبيَ حياً بروحه إلى عصرنا الحاضرء ولم يتغيّر إلا من الناحية الشكلية تبعا لتغير الأزمنة والأمكنة. وكان المراد به - مثل غيره من أمثال الشعوب الأخرى - تصوير الوقائع والأحداث في حياة العرب» أو استخلاص العبر والعظات من أجل التهذيب والتثقيف». وغيرها من المعاني التي تناولتها أمثالهم المختلفة .

وإن شدة اهتمام العرب بالمثل» وما كان وراءه من أسبابء أو ما توخاه من أهداف. جعلت له تلك المكانة في أدبهم. حتى صار المثل المضروب لديهمء لأي شيء» كالعلامة التي يعرف بها ذلك الشيء. وليس في كلام العرب أوجز من المثل» ولا أشد اختصاراً منه في تقريب الفكرة إلى الذهن» بما يمكن من استيعابها بأقصر الأداى وأوضح البيان. فكان للأمثال ذلك الشأن الهام في ثقافتهم من أجل إبراز المعاني أو كشف الحقائق التي يريدونهاء بحيث تجعل المتخيّل يُرى وكأنه في صورة المحقّق, والغائب وكأنه مشاهّدء والمتوهّم كأنه في معرض المتيقّن . . .

وتعتبر الأمثال في بعض خصائصهاء من أنواع الحكمة التي عرفها العرب في الجاهلية والإسلام» والتي يمكن استخدامها كوسيلة ثقافية للتوعية والإرشادء أو أداة تربوية للإعداد والتوجيه .

21-١

ومن الأمثال التي اتخذت خصائص الحكمة في تلك المضامين والأهداف» حديث الرسول الأعظم محمد بن عبد الله © : «متل المؤمنينَ في توادهم وتراخمهم وتَعَاطفِهِمْ كُمَثلٍ الحسد الواحد إذا اشْتَكَى منه عضو تداعث له سائرٌُ الأعضاءٍ بالسهر وَالحُمّى:(" .

فهو المثل النبويٌّ الشريف الذي يدل على التضامن والتكافل» وعلى وحدة الشعور والهدف بين أبناء الجماعة المؤمنة الواحدة» أو بين أبناء المجتمع المؤمن الواحد. فإذا حصل الخلل في جانب من هذا المجتمع انعكس على سائر جوانبه الأخرى» تماماً كما لو مرض أو تعطل أحد أعضاء الجسد فتأثرت سائر الأعضاء في أداء وظائفها. .

وكذلك الأمر في هذا الدعاء لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بيه حيث يناجي ربه - عر وجل قائلا : «اللهُمَ 00 كريمة تُنتزعها مِنْ كَرَائِمِي» وأول وديعةٍ ترنّجعُها مِنْ ودائع نُعمتك علت»9 .

وروعة هذا الدعاء هي فيما يرمي إليه من حكمة بالغة ترتقي بالنفس الإنسانية إلى مقامين رفيعين: الكرامة الإنسانية» والنعمة الربانية .

فهو الدعاء الذي يعبّر عن نفسية المؤمن الصادق الذي أدرك قيمة خلقه. وفضل الخالق ‏ تعالى ‏ عليه فيما أكرمه به من فيوض الكرامات. وإحداها هذه النفس التي تضمها جوانحه. وتحتضنها

)1غ( صحيح مسلم'١‏ رقم ١464‏ (مجمع عليه). (؟) نهج البلاغة» باب الأدعية.

22-5١

جوارحٌة» والتي هي - في الحقيقة ‏ وديعة لا بد وأن ترد إلى مولاها وبارثها .

ويقرب من هذا الدعاء لأمير المؤمنين نتتنده » ما كان لبيد قد عبر عنه بقوله : وما المالٌ والأهلونَ إلا ودائمٌ ولا بد يوماًأَنْ ترد الودائمٌ

ومن الأمثال التي أراد بها العرب الحشّ على استئصال الشرء وافتلاعه من جذوره» حتى لا تقوم له قائمة بعد قال أحدهم : لا نَفْطْعَنْ ذَنَبَ الأفعى وتُرسلّها 9 إِنْ كُنْتَ شهماً فَأنْبعْ رأسَها الذَّئبا

ومن الأمثال السائرة على شكل الحكمة :

«لا شرف كالعلم ولا ميراتٌ كالأدب».

ما طارَ طيرٌ وارتفمَ إلا كما طارٌ وقّع.

«ومِئْلك لا يَبْخَل؛.

ومن القرآن الكريم : لأفَمَن كان مُؤْممًاكَمَّن كا فَاسِفَ] 4( .

وخلاصة القول إن الأمثالء وهي تستقي المعاني التي تريدها من الواقع. فلا بد وأن تلامس الحياة العصرية» مثلما لامست الحياة القديمة» في مختلف مراحلها ومظاهرها. ولذلك فإن الثورة التكنولوجية» وسائر أشكال التقدم العلميّ والتقنيّ التي وصل إليها الإنسان قد صارت حُكماً مجالاً للأمثال. وعلى هذا فإننا نجد أن المثل الذي كان يضرب بالسهم على شدة السرعة.» صار يضرب اليوم

.١18 سورة السجدة» الآية:‎ )١(

23-7

بالصاروخ بدلاً من السهم» فنقول: جاء مثل الصاروخ. أو أننا نشبّه البواخر الكبيرة (كحاملات الطائرات وأمثالها) بالجبال الر اسيات. أو توي ليوح ا اف له ليان كالمشرط. . وما إلى ذلك من أنواع المثل أو التشبيه» التي يمكن أن تتناول أبسط الأشياء وأصغرها في حياتناء مثلما يمكن أن تتناول أكبر الأمور وأكثرها تعقيداً .

الفقرة الثانية ‏ التمييز بين المثل والتمثيل والتشبيه والاستعارة

الحزل في اليل بسع الظير» ثم نعل بين إلى القول السائره أي القول الشائع الممثّل مضربه بمورده. وقد يأتي المثل على صورة التشبيه بأركانه . وفي أحيان أخرى قل يكون نكييا يوقا بلفظ «مثل2.

أما من حيث اللغة: فقد اختير للمثل لفظ «الضرب» لأنه قد يكون مأخوذا من أحد المعاني التالية :

97 ضَرنت: بمعنى سار (ومنه: ضربٌ في الأرض)

- ضَرَبَ: بمعنى صنع وأنشأ (ومنه درهم مضروتب أي مطبوع

أو مسكوك).

- ضَرَبَ: بمعنى أبقى الشيء على مثال آخر .

وهي المعاني التي تجعل للمثل وقعه في إرادة التأثير» وهياج الإنفعال» وكأنَّ ضارب المثل يريد أن يقرع به أذن السامع قرعأء بحيث ينفذ أثره إلى قلبه» وينتهي إلى أعماق نفسه .

24-14

وعلى هذا فإِنَّ القول أو الكلام الصائب الصادر عن تجربة إذا ما كثر استعماله» وشاع أداؤه في مناسبات متعددة ومتشابهة يصير مثلاء ويعرّف على أنه: «القول السائر الذي يسْبِّه به حال الثاني بالأول؟. ولذا قيل في المثل : ١ما‏ يشبه مضربه بمورده؟ .

وقد جاء في لسان العرب: «إن «مَثَلَ؛ كلمة تسوية» فيقال: هذا فلله وقئله كما رقال2 شنيف تشبية -وهتاك فرق بيه الممائلة

والمساواةء لأن المساواة تكون بين المخْبَلِمَيْن والمتفِمّيْن» باعتبار أنَّ التساوي هو التكافؤ في المقدار لا يزيد ولا ينقص» بينما الممائلة لا

تكون إلا في المتفقين بحيث نقول: فِفَهُهُ كفِقَهه. ولونّهُ كلونه وطعمه كطعمه. فإذا قيل: هو مثله ‏ على الإطلاق ‏ فمعناه أنه يسدُ مسدّه. وإذا قيل: هو مثله في كذا. . فمعناه أنه مساو له في جهة دون جهة».

وإذا أَحَدٌ أطلق أو ضرب مثلاً» فيقال: تمثّل فلان.

وإذا تمثّل بالشيء فمعناه أنه ضَرَيَهُ مثلا .

- وأما من حيث الاصطلاح: فقد عرّف البلاغيون المثل بأنه «اللفظ المرككب المستعمل في غير ما وضع لهء لعلاقة المشابهة ما بين مضربه وموردهء مع قرينةٍ مانعة من إرادة المعنى الأصليّ» .

وهو أيضاً: «أحد أقسام علم البيان الاصطلاحيّ الهادف إلى تأدية المعنى بصورة أوضح وأتمّ» ولكن في تراكيب مختلفة».

0 1 5 ويستدل من هذين التعريفين أنهم اعتبروا المثل: قولا في شيء

25 “6

يشبه قولاً في شيء آخر بينهما مشابهة» ليبن أحدهما الآخر ويصوره. أي أن الْمَتلَ هو عبارة عن تشابه المعاني المعقولة» والمثْل هو عبارة عن تشابه المعاني أو الأشخاص أو الأشياء المحسوسة» وقد يدخل أحدهما على الآخر.

وقد جرى التمييز ما بين المثل وما يرمي إليه وبين بعض المعاني اللفظية التي قد تتداخل مع المثلء أو قد لا تمت إليه بصلة. ويظهر هذا التمبيز بما يدل عليه كل من الألفاظ أو العبارات التالية :

المثال: ومعناه المقدارء وهو من الشبه. ويذلك فإن المثل ما

جعل مثالاء أي مقداراً لغيره يقاس عليه. والجمع: المُثْل والأمثلة» ومنه أمثلة الأفعال في باب التصريف. 7

والمثال أيضاً هو مقابلة شيء بشيءٍ نظيروء أو وضع شيء ما ليحتذى به فيما يفعل .

ولذلك يقال: تمائل العليل للشفاء أي قارب البرءء فصار أشبه بالصحيح من العليل المكروب .

الأمْقل: وهو ما يعبّر به عن الأشبه «بالأفضل»» فالرجل من أمائل القوم أي من أفاضلهم, لأن أمائل القوم كناية عن خيارهم. قال الله تعالى : 8 إذ يَمُولُ أَمتَلُهُمْ طَرِسَةٌ إن لِمْْرْ لم76" ,

وفي الحديث الشريف: «أشدٌ الناس بلاءً الأنبياء نم ١‏ الأمكل فالأمتل»2"9. أي الأشرّفٌُ فالأشرَفُء والأفضَلُ فالأفضَلٌء والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة . )١(‏ سورة طفء الآية: .1١5‏ (؟) سئن ابن ماجه؛ باب الفتن.» ص7؟.

26 "5

جر جرح عر

وتأنيث الأمثل: المَنْلىء كما في قول الله تعالى: #وبذهبا المُثْلَة وجمعها مُثلات ومَثُللات:

وهي النقمة التي تنزل بالإنسان وتجعله مثالا يرتدع به غيره. أي أنها بمعنى العقوبة» كما في قول الله تعالى : َم 11 4 بِالسَتعَةٍ هَل لْحَسَئَةٍ وَصَدْ حَلَف من قَيْلهِمٌ الْمَيَْتثُ2©94. أي أن الكفار يستعجلونك - يا محمد بالعذاب بدلاً من طلب المغفرة» وقد سبقت من قبلهم العقوبات التي أنزلناها على كثير من الأقوام السابقة فكيف لا يعتبرون بها؟! ومن الأقوام الذين استعجلوا عذاب الله - عزّ وجل فحاق بهم الفناءء فصاروا أمثالاء أو مْلاثِ لمن جاء بعدهم: قوم نوح تكله الذين أغرقوا بالطوفان» وقوم هود تتِكيهد الذين أهلكوا بريح صرصر عاتية ة جعلتهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية» وقوم لوط لد الذين أخذتهم الصيحة مصبحين » فقَلبت بلادهم عاليها سافلهاء ثم أمطرت عليهم حجارةً من سجيل» فذاقوا العذاب الأليم .

وقد نقول: مُكل بالرجل» إذا نكل بهء أي قطعت أجزاء من جسدهء فصار مشوّهاً. وقد نهى رسول الله يليه عن المُثْلة التي تؤدي إلى تشو يه الممئّل بهء لأنها تحقير لخلق الإنسان» وإهدار لكرامته حياً

أو ميتا التمثيل والتشبيه : يقال : سٌَ الشىء أي صوّره. ومثَّلتُ له هذا الشيء تمثيلا إذا

57* سورة طهء الآية:‎ )١( .5 (؟) سورة الرعدء الأية:‎

27- 7

صوّرتٌ له مثاله بكتابة أو غيرها. ومنه التمثال (وجمعه تماثيل) وهو الشيء المصنوع مشبّهاً بخلق معين.

وتمثّل بمعنى تصوّرء كما في قوله تعالى: «سَمْثَّلَ لَهَابسْرًا م04" , أي تصوّر الملك جبريل أمام البتول مريم تقكله على هيئة بشريٌّ» على هيئة رجل سوي الخلقة وحسنها.

وفي التمييز ما بين التمثيل والتشبيه نشير أولاً إلى أن المَقّل لا بد أن يكون جامعاء شاملاء ومتحصلاً بالتأويل» في حين أن التشبيه يكون عادةً ينآ واضحاً لا يحتاج إلى تأويل» أو قد يحتاج إلى تفسير

وعلى هذا فإن التشبيه يحصل في جملتين أو أكثر. وكلما أوغل التشبيه في أن يكون عقلياًء كانت الحاجة أكثر إلى الجمل الموضّحة

كما يظهر في قول الله تعالى: #9إِنَمَا مكل الحيؤة انا كماو أنزلته مِنَ السَمَل

عيرقك حت ص ص 9 ل

خط بوء بات الاين يما يأل ألنَّس وَالْأنْممٌ حي إذآ مدت الْأيسُ يرما وَأرَيِنَتَ وطري أهلها بُح سَدِرُو عَلَيبآ أتنها أمرنا ليلا أو عبارا مَجَمَلَتَهًا حَصِيدًا كن لَّْ تقس بالاميس كَدَِكَ نفْضِلُ الْآبت لِمَوْرِ يفتكن 04" ,

فانظر كيف كثرت الجمل في هذه الآية المباركة حتى بلغت عشرأء ولكنها تداخلت فى بعضها كأنها جملة واحدة. وقد أخذ النفية بيجعوعها تحيف لو اردنا أن :قفي يخفيها عن يت أن لو حاولنا حذف جملةٍ من موضعهاء لأخلٌ ذلك بالمغزى من التشبيه .

)1غ( سورة مريمء الآية : ا )( سورة يونس ٠‏ الآية : 1"

28 - 4

أنّ كل تمثيل يكون تشبيهاًء وليس كل تشبيه تمثيلا. ويظهر ذلك جلياً في التأليف من أجل إظهار. المعاني المقصودة. ذلك لأنّ الألفاظ كما هو معلوم - لا تفيد حتى تكون على ضرب خاص من التأليف. وعلى وجهٍ دون آخر من التركيب والترتيب» سواء في الشعر أم في النثر. فلو عمدنا مثلا إلى هذا البيت الذي قاله زهير بن أبي سلمى : وعيئُكٌ إِنْ أبدَث إليكَ مَعايباً فَصّئْها وقُلْ يا عينُ للناس أَعيِنُ بحيث وضعنا الصدر محل العجزء لأبطلنا نظامه الذي بني عليه وأفرغناه من معناه الذي جرى عليه» وضاعت نسبته إلى صاحبه .

ويقرب من هذا تعريف «الشعر» عند البعض بأنه «الكلام المقمى الموزون» دون أن يأخذوا بالاعتبار: الخيال» والتعبير عن المشاعر, وقصد التأثير وما إلى ذلك مما يؤلف الشعر وروحه وسبب وجوده.

وكذلك الأمر في تعريف «الصلاة» على أنها عبارة «عن أقوال وحركات معينة» بحيث اعتبرت في الشكلء ينما جوهرهاهق خسو القلب؛ وطلب التقوىء ونيل رضى المولى عز وجل .

لذلك لا يجور الاكتفاء بالصورة الظاهرة دون المعاني المقصودة. وإلا نخشى ضياع اللغة. بل وضياع المفاهيم الحقيقية لتأدية معان متنوعة .

ومثال آخر على التشبيه المتعدد في قول أحدهم : وكأنَّ أجرامٌ النجوم لوامِعاً دُررٌ نُيِرْنَ على بساطٍ أزرقي

29-48

فالشاعر. هناء يشبه النجوم في تلألئها وانتشارها في السماء الزرقاء بالدُرر التي نثئرت على بساط أزرق» ولا شك بأن حقيقة النجوم والسماء أبعد ما تكون عن الدرر والبساط. ولكن تأخذنا الدهشة لِمَا في هذا القول الجميل من صور متنوعة تشبع الذهن. وتستنطق القلب تسبيحا بذكر الله تعالى الذي فَرّق النجوم اللوامع في مواضعهاء وزيّن السماء الزرقاء» فوقناء بضيائها. . فمن أين لنا بمثل هذه الصور لو أننا خرقنا هذا التشبيه المتعددء وأزلنا عنه الجمع والتركيب؟

: التمثيل والاستعارة‎ '“

وهنا يمكن أن نتساءل: هل إن الاستعارة هي التمثيل على غير حدود الاستعارة ولكنها تتضمّنه وتتصل به؟

والجواب هو أنه إذا كان كل تمثيل تشبيهاًء فإن الاستعارة يجب أن تفيد حكماً زائداً على المراد بالتمثيل. كما لو قلت: رأيت أسداً يسبح في البحرء بحيث تستعير تشبيه الأسد لهذا الرجل يسبح في البحرء لما أعجبك من قوته وشجاعته في مصارعة الأمواجء وهذا يفيد أن التشبيه ليس هو الاستعارة» ولكن الاستعارة كانت من أجل التشسة:

ومع الإشارة إلى أنه ليس كل كلام يجيء فيه التشبيه الصريح بذكر الكاف ‏ كاف التشبيه - أو نحوهاء يستقيم فيه نقل الكلام إلى طريقة الاستعارة. وإسقاط دذكر المشة جملة. والاقتصار على المشبه

30

به» ومن قبيل ذلك: قول رسول الله 2 : «مَتَل المؤمن كَمَئَل النخلة أو الخامة»(١2:‏ (والخامة : الغضة الرطبة من النبات) .

أو قول الطرماح7؟: «إنما نحن مثل خامة زرعء منى بأنٍِ يأتٍ حصاده) .

فلا يستطيع أحد أن يتعاطى الاستعارة في شيء منها .

وأما قول الله تعالى: #وَمَرَقسَهم كل مُمرَّقٍ 04" فيعد التتعارة. لأن التمزيق في اللغة يعني تفريق الأجزاء المتلاصقة عن بعضها البعض ا وكذلك قوله تعالى: 9رَكةف

يض أُمما 274 فيعد استعارة ويفيد نفس المعنى من حيث التفرقة

اسه اك رب العالمين على بني إسرائيل إذ قضى بتمزيق وحدتهم إلى فرق أو جماعات تتوزع بين أمم أهل الأرض» بحيث يكون منهم ناس صالحون» وناس كافرون» وآخرون فاسقون أو مفسدون). .

وكذلك يستعمل القرآن الكريم لفظتي «النور» و«الظلمة» بمعنى الاستعارة. فهو يستعير لفظة النور للبيان والحجة قاصداً بذلك الأخذ من محسوس إلى معقولء باعتبار أن النور هو من الأشياء المحسوسة التي يشاهدها البصرء بينما البيان والحجة من صنع العقل لإثبات حقيقة معينة أو أمر معين. وقد يستعير القرآن لفظة «النور» ليدل به على

69 سنن الترمذي. باب الأدب»ء ص /الا.

(1) هو الطرماح بن حكيم : شاعر إسلامي فحل» ولد ونشأ في الشام. توفى نحو 176١ه.‏ () سورة سبأء الآية: .١9‏ (#) سورة الأعراف» الآية: .١178‏

31-5١

الإيمانء أو على العلم» أو على الهداية وما إلى ذلك من معاني الخير والصلاح. ومثلها عندما يستعير القرآن الكريم لفظة «الظلمة» ليدل بها على الجهلء» أو الكفرء أو الضلال. وما إلى ذلك من معاني الشر والفساد.

ووجه التشبيه في استعارة لفظتي النور والظلام :

أن من عَلِمَ حقيقةَ وجود الله تعالى» وامتلا قلبْهُ بالإيمان فهو يسير على هدى من ربه كمن يسير في طريق يشع عليه النور. أما من أعماه الجهل» وطغى عليه الكفر فهو كمن يتخبط في ظلام دامس ويسير على غير هدى أو طريق منيرء فيكون مصيره التردي ه في الهاوية والهلاك .

ومع الإشارة أيضاً إلى أنه لا يشترط في المثل أن يكون من نوع الشيء المقصود به بل قد يكون مختلفاً تماماً عن هذا الشيء. إلا أنه استعمل ليعطي الفكرة عنه وفقاً لما أريد بها. فمثلاً عندما تواجه شخصاً يتحداك» مزهواً بقوته وشدة بأسه» ويشيّه حالة بالريح» فإنك تحاول أن تَجبَهَ تحديّة» فتقول له: إن كنت أنت الريح فأنا الإعصار .

وأا تكن المناسبة التي جرى فيها هذا التحديء فإنه في الواقع لا يوجد ريٌ» ولا يوجد إعصار ‏ أي ليس لدى إنسان قوةٌ الريح» 9 آخر قوّة الإعصار (الريح العاتية) ‏ حتى يكون التشبيه ممائلا ومطابقاء ولكنه جرى استخدام الفكرة التي تبين حقيقة ثابتة ألا وهي أن الإعصار أقوى من الريح» وأن كل قوة لا بد وأن يكون هنالك قوة أكبر منها. فكان التشبيه لتقريب المعنى المقصود.ء وجعل السامع يفهم ما أردت

32

من هذا التقسة: وهكذا الحال بالنسبة لسائر الأمغال» إذ ليس من الضروري أن يُشْبّهِ فيها الشيءٌ بالشيء عينه» ولكنها تُضرب لإعطاء المعاني المرادة منهاء وتقريبها إلى العقول والأذهان. بما يعبّر عن فكرة صاحب المثل أو مَن استعمله . من جراء ذلك كان للأمثال مكانة هامة في الكلام» بما لها من وقع غريب في الآذان» وتأثير عجيب في القلوب والأنفس.

يقول إبراهيم النظام : «يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام : إيجاز اللفظ. وإصابة المعنى» وحسن التشبيه»ء وجودة الكناية . فهو نهاية البلاغة» .

وقال العلامة أبو السعود في تفسيره للمثل : «والتمثيل ألطف ذريعة إلى تسخير الوهم للعقل». واستنزاله من مقام الاستقصاء عليه وأقوى وسيلة إلى تفهيم الجاهل الغبيَّ» وقمع سورة الجامح الأبيّ. كيف لاء وهو رفع الحجاب عن وجوه المنقولات الخفية» وإبرازٌ لها في معرض المحسوسات الجلية وإبداء للمنكر في صورة المعروف» وإظهار للوحشيّ في هيئة المألوف»!'" .

الفقرة الثالئة ‏ معانى المثل يمكن أن يتخذ المثل المعانيّ التالية :

-١‏ معنى الصفة: كمافي قوله تعالى : امكل الْجَنَّةِ ألّى وُعِدَ كزين أي صفة الجنة التي وعد بها المتقون.

)١(‏ من تفسير: أبو السعود للآية /إ١‏ من سورة البقرة. (؟) سورة الرعدء الآبة: 8.

33 3*7

ور .2

أو في قوله تعالى: لذَلِكَ متهم في الور وَمَكَلُهْرْ فى الإضصل 004 أي صفاتهم .

١‏ - معنى العبرة: ومنه قول الله تعالى : لمْجَمَكهُمْ سوك

ا

مياه

خرن 74" . فمعنى «سلفاً» أنه جعلهم متقدّمين يتَعظ ب الخلنه: ومعنى امَثَلا» أي عبرةً يعتبر بها غيرهم من بعدهم .

وقد يأتي المثل ذكراً لحال من الأحوال مشتملاً على ما يناسبها ليييّن ما كان خفيّاً من حسنها أو قبحهاء فيكون قولاً بديعاً فيه غرابة» تجعله خليقاً بالقبول» ولذا قالوا: «استُعير لفظ المثل لكل حالٍ» أو صفةٍء أو قصدّء لها شأن عجيب» وخطر غريب» من غير أن يلاحظ بينها وبين شيءٍ آخر شبه». ومنها قول الله تعالى : # لِلْذِنَ لا يوون بالأيخْرة مكل السَّوءِ ونه ْمَل اق 74" , أي للذين لا يؤمنون بالآخرة الصفات الذميمةء ولله غ 5-5 الصفات العلى» ذات الشأن العظيم والخطر الجليل؛ فتعالى الله عمًا يصفون علوا كبيرا.

معنى الحكمة» وقد سمي المثل حكمة لانتصاب صورها في الأذهان باعتبار أنها مشتقة من المثول والانتصاب. وفي ذلك يقول أبو هلال اليمكريء صاحب كتاب (جمهرة الأمثال): «إن كل حكمة سائرة تسمّى مثلاً. والكلمة إذا شاعت وانتشرت وكثر دورانها على الألسن تكون مثلاً. أما إذا كانت صائبة وصادرة عن

)١(‏ سورة الفتح. الآية: 59؟. (؟) سورة الزخرف» الآية: 01. () سورة النحل؛ الآبة: 5٠١‏

تجربة» ولم تذر على الألسن» فتسمّى حكمة) . وهذا يعني أنه إذا أريد بالمثل عبرة فقد يصح أن يكون حكمة» ٠‏ لأن من تعاريف الحكمة(2 أنها: «الكلام النافع» المائع من الجهل والسفه. والناهي عنهما» .

ه ‏ وقد يحتوي المثل على قصة. فيطلق عليها اسم «القصة التمثيلية»: وهي تحمل في الغالب صورةًٌ فرضية» وأحياناً تكون قيقةٌ حقيقة تاريخية سيقت لمجرد التصوير وإبراز المنقول في صورة 558 يقول الله تعالى عن جبريل 232 في سورة

0 م

مريم تفكلة : «فتَمثَل لها بسَرا سوبا © مَل إِفَ أعود لمن ينك إإن كت يََي 04" .

)١(‏ إذاً فالحكمة هي القول الصائب والصادر عن تجربة ناجحة. أو بمعنى آخر هي إصابة الحق بالعلم والفعل . .. ولذا فإنّ حكمة الله تعالى تتجلى في علمه بالأشياء وإيجادها أو خلقها على غاية من الإحكام . . والحكمة من الإنسان هي معرفة الأشياء وتسبيرها للغاية التي أوجدت لهاء بما يؤدي إلى فعل الخيرات على وجه المواب. وهذا ما وْصِف به لقمان ننه في قوله عر وجل : «ولمّد اننا لَقمْنَ الكمة». وقوله تعالى لنساء لنب :8ه : «واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة»؛ قيل معناه أن يذكرن تفسير القرآن الكريم وتدبر معانيه التي تهدي للعلمء والحق» والخير والصواب . وبناء على هذا الفهم لمعنى الحكمة نقول: من الممكن أن يُؤتى الإنسانٌ العلمّء ولكن لا يحسن استعماله في وجه الصواب» فيكون أعطيّ العلمَ ولكنه لم يُعط الحكمة . ومن الممكن أيضاً أن يُعطى الإنسانٌ المال ولكنه لا يُحسن تدبيره من حيث الاستثمار أو الإنفاق على وجه الصواب. فيكون قد أعطيّ المالّ ولكنه لم يُعطّ الحكمة في تدبيره. وبهذا المفهوم تكون الحكمة إذن أعلى شأناً من العلم والمال. لأن من أعطي الحكمة ‏ وإن كان علمُهُ أو مالَهُ قليلً إنما يُحسن تدبيره» فيكون ممدوحاً في الدنياء ومرضياً عنه في الآخرة. . وبخلافه. فإن من جمع علماً كثيراً أأو ملك مالا وفيراء ولم يحسن توجيه هذا العلم آر كير هذا الجا يكون مذموماً في الدنياء ومغضوباً عليه في الآخرة . وصدق اللّهُ العظيم حيتٌ ب: ني على صاحب الحكمة فيقول في محكم كتابه المجيد: «ومن يَوْتَ الجحة-آ مَدَ كد أو <ئ) كديا وا يَذّحكَرٌ إلا أَولُوأ لابب © سررة البقرة» الآية: 514 .

)١(‏ سورة مريم: الآيتان: ١١‏ و18.

35 6

الفقرة الرابعة ‏ أنواع المثل يمكن تقسيم المثل؛ بصورة عامة» إلى ثلاثة أنواع :

١‏ المثل السائر: وهو ما ينبئق عن تجربة شعبية بلا تكلف أو تصنّع » بحيث يمليه الواقع في الحياة» فيستعمله كل من يمر بنفس التجربة تعبيراً عن موقفه في مناسبة معيئة» أو إبرازاً لفكرة أو شعور يتملكانه. ولا يقتصر ضرب المثل السائر على التجربة الشعبية» بل قد يأتي به أهل العلم والمعرفة كما في قول رسول الله ويه : إن مِنَ البيان لسخراً0" , أو كما في قول أحدهم: «رُّبّ أخ لك لم تلذه أمُك؛.

5 المثل القياسي : وهو سرد وصفي أو قصصي ء أو صورة بيانية لتوضيح فكرة معيئة عن طريق التشبيه والتمثيل؛ ويسميه البلاغيون: التمثيل المركبء أو التشبيه المتعدد. ويكون هذا النوع من أجل تشبيهِ شيءٍ بشيءٍ آخر لتقريب المعقول من المحسوس». أو أحد المحسوسين من الآخر. أو قد يكون من أجل التأديب والتهذيب» أو للتوضيح والتصوير بحيث يكون فيه إطناب» ويجمع ما بين عمق الفكرة وجمال التصوير» ومن قبيل هذا المثل القياسيّ ما قاله ابن حازم في وصف النرجس » على هذا النحو من التصوير الرائع : ونرجس ككؤوس التّبر لائحة

لهنّ من خالص العِفّيان() أحداف

.47 صحيح مسلمء رقم‎ )١( العقيان: الذهب الخالص.‎ )1(

36 "5

أو من قبيل القول القرآنيّ: «وَصَرب انَّهُ مكلا قَرِيَدٌ حكَاتٌ َامِنَةُ طبن يِه ذا يدا ين فلي كن محكَدك يأنشر م ده لَه باس البجوع ليون يا حكَائوايَصَتمُون» 27 . فقد ذكر الله تعالى هذه القرية في حالتين: إيمانهاء وكفرها. . وهو مثل يصلح لكل قريةء ويقاس على كل مدينة تكون حالها حالّها. فهي عندما كانت تأتمر بأوامر الله - تعالى - كانت آمنة مطمئنة» يغدق سبحانه عليها كثيرا من رزقه الكريم. فلما تولت عن أوامر ربهاء وكفرت بما أغناها بالأمس من النعمء أتاها عذاب الله وسخطه. ونزل فيها الجوع والخوف والنقمة» وكل ذلك نتيجة لكفرها بالله - عزَّ وجل - وجحودها بأنعمه. وهو المثل نضا الذي ضربه القرآن الكريم للكافرين من أهل مكة» لما بين قريتهم وتلك القرى من التشابه في الكفر والعناد.

- المثل الخرافن: وهو ما تنسب فيه أفعال البشر إلى الحيوان أو الطير أو الكائن الخارق. ويكون هدفه تعليمياً أو عظة أو تحذيراً» وما شابه. . ولذلك يأتي على شكل قصص خيالية أو فرضيات» أو على شكل خرافات وأوهامء كما هو الحال مثلاً في كتاب ١كليلة‏ ودمنة» الذي وضعه ابن المقفع اقتياسا عن كتاب بيدبا (الفليسوف الهندي)» أو غيره من المؤلفات التي استبدلت أشخاصها الآدميين بمخلوقات أخرى» ولكنّها كانت تمثّل بهذه المخلوقات للتدليل على ما قد يصادف الإنسان في حياته من قضايا وأحداث تهمهء ويعتقد أنها مؤثرة على وجوده.

.١17 سورة النحلء الآية:‎ )١(

37 _ 337

الفقرة الخامسة ‏ فوائد المغا (1)

للمثئل فوائد عديدة وجمّة بما يعبر به عن المعاني» ونقل

وقد أبرز الشيخ عبد القاهر الترجاي في كتابه «أسرار البلاغة6 ورا لفوائد المثئل» فقال: «واعلم أن ما اتّفق العقلاء عليه» هو أن ا ا ل د ونقلت عن صورها الأصلية إلى صورته» كساها به ورفع من أقدارهاء وضاعف قواها في تحريك النفوس لهاا. .

ويتناول الجرجاني المثل من حيث كونه: لضا أو ا أو حجاجاً أو افتخاراًء أو اعتذاراً أو وعظأ وفقاً لما يلي :

«فإن كان مدحاً: كان أبهى وأفخم. وأنبل في النفوس. وأسرع للإلف». وأغلب على الممتدح؛ وأوجب شفاعة للمادح» . ومثاله في القرآن الكريم . وف الرسول يَيْيُهِ وصحابته الكرام؛ بقوله تعالى: جمد ول أمّْهواِنَ ممه أده عل الَر م سُجّدا يعون فَضَلا م أله ء ورضْوما سِيمَاهُم في وجحُوههم ين أَثْر ارد لِك مله الور ذ ومن فى اليل كَرَي حتفام ل 2 حَوىئْ عل سوقهء يعْجِبٌ يجب لزاع لبفيظ بهم الْكْفَار وعد اند لذن ءام: مَُوا وعمِلُوا لمَّنلحِ ب 4 د وا َه 204

)١(‏ إن الآيات القرآنية التي يجدها القارىء الكريم في هذه الفقرة المتعلقة ب«فوائد المثله لم يوردها المرحوم الشيخ الجرجاني في بحئهء وإنما استدلينا بها نحن من القرآن المبين للتوكيد على ما ذهب إليه الشيخ الجرجاني في بحثه القيّم عن «فوائد المثل. »

.79 سورة الفتح. الآية:‎ )١(

38 - 4

59 «وإن كان ا كان مسّه أوجع» ومسعة ألذع, ووقعه أَشْد» 0 أحدَّ». ومثله في القرآن الكريم حال الذي ينسلخ عن آيات الله ويكفر بهاء قوله تعالى: تك 0 عَلَيهِ يُلْمَتْ رك به يلْهَث ذَّلِكَ مَكَلْ لْمَوْ لدت د م عره وأ ابيا ودع صن الْقَصْصٌ

لي َمَلَهُم يَتَفَكْرُونَ 06" , بل وأوجع من من هذا الذم ما أحاط نه الله الكافرين من مظاهر الذل» بقوله تعالى: لذ حنَّ اولك أكرِم فَهم لا ومنو * إن جَعلنًا 4 أعنة ف أعتقهم َغْتَلا فَهِىَ إل الأذقان فهم مُفْمَحُونَ # وجَعَلنًا من بين بين يدم مدا وَمِنْ سلف مدا فَأَعْمَتيُ فَهمْ ب يمخرن 206 , ومن قبيل هذا التمثيل في الذم قول أحدهم: ولو ليِسٌ الحمارٌ ثياب حر لَقَالَ الناسٌ يا لَك مِن حِمارٍ «وإن كان حصا حا : كان فاته أنووة وشلطاته أقهر وبيانه أبهر» . ومثله في القرانٍ الكريم قول الله تعالى: #ألْمَكَرَ إِلَ ألَذِى عاج رهم فى رَبِه بّوة أن بَاكَنَهُ أنه مزلت إِذ قَالَ رهم رق لَرِى يُحىء ويميثٌ َال أن أني. وَأمِيثُ َال زه عم فإ الله يَأْقَ بالشَّمْس مِنَّ الْمَمْرِقٍ كَأتٍ يبا مِنَ

لْمَمْرِبٍ مهت الى كفر وَأمَّهُ لا وى الْمَوْم ألطَلِِينَ 294 .

وهذا النوع من الحجاج أو النقاش يكون في حالتين: المدح» والذم. . فهو هنا مدحٌ بحت إبراهيم تلكهةء وذمٌ للنمرودء ذلك الملك

الظالم الكافر الذي ادّعى بأنه يحبي ويميت. .

.١77 سورة الأعراف» الآية:‎ )١(

(؟) سورة يسء الآيات: 4. 6( سورة البقرة» الآية : م6 ؟.

39-8

وتجد هذا النوع أيضأ في قول أبي العتاهية : ترجو النجاةً ولم تَسْلْكُ مسالكها إن السفينة لا تجري على اليَبَسن وفي قول شاعر آخر : ونارٍ لو نفختٌ بها أضاةث ولك أنتٌ تنفخ في رَمادٍ - «وإن كان افتخاراً كان شأوٌه أبعدء وشرقه أجدّء ولسانه أند». وفى ذلك قول عبد المطلب (جد رسول ألله ونه ) : لآ يتحول اللججةالا فى مشارينا كالنوم ليس لَهُ مأوىٌ سِوّى المُقَلٍ ومن حيث الإفتخار. فإِنَّ ما يجيء في القرآن الكريم من بيان عظمة الله تعالى وكماله» فلا يسمّى افتخاراء بل اقتداراً. . ومغاله قتول الله تخالى : #وَمَا مَدَرُوا نه حي مدرو والأتط جيكا قَبْصَدُمٌ يوم الْقِيدِمَةِ وَالسّمُوتُ مطوِيت سسِيْوء سُبِحَتَمٌ وَبَسَقَ عَمَا يمرو 2(6. وقوله تعالى: #ما قَدَروا أنه حَقّ كدرو إِنَّ لله َقَووك 045 «وإن كان اعتذاراً: كان إلى القبول أقربّء وللقلوب أخلّت0؟. وللسخائه7) أسلٌ*». وليس في القرآن الكريم من اعتذارء إلا ما )١(‏ سورة الزمرء الآية: 1”. (1) سورة الحجء الآبة: 7/4. (©) أخلب: أفتن أغاذ للقلب

(١‏ السخيمة : الضغينة» والسخائم (بالجمع) : الضغائن. )0( أسل : أسل الشيء أخرجه من مكانه وكشف ما فيه.

40

كي عن أصحاب المعاذير الكاذبة ليكون اعتذارهم حجةً عليهم» أي . قول الله تعالى: #وَقَالوا فوا ف أحكِئَةَ يَمَادَعْويَا لَه وَفّ َأذَاننَا وق ومن يتا وَيِكَ حاب 6( . لا تَحْسَبًوا الرَفصٌ مني بيئكمْ طربا فالطيرٌ يَرفصٌ مَدْبِوحَامِنَ الألم - «وإن كان وعظاء كان أشفى للصدرء وأدعى إلى الفكرء وأبلعّ في التنبيه والزجر؟ . ومثله في القرآن الكريم قول الله تعالى : «أعْلَموا نما ليه لديا عو ع ل سه سلب عم سس لس ع 1 ارم و شل عَثِ َع عب وفُنو وزينة وتفاخر بدنكم وتَكائر فى الأمولٍ وا وَلرِ كمثْلٍ غَيْثِ أَعحَبّ سخ الو عي ل ع بس عر ع ص ري سس لا عر ]ىع ل صني ل لس عور طن درم ارخا يَنَّ لَه وَِضْوّن ومَا كَلْييَهُ دنآ إلا متم الْمُرُور 04 فالكمَارٌ هنا بمعز الزْرَاعء لأنهم يكفرون الحبء أي يسترونه بالتراب. وقوله تعالى : لل أَرَلَِاهَدًا المرءَانَ عل جل لَرَأبتَمُ خَسْمًا تُتَصَدِعًا مَنْ حَسْيَة الله وَزْلكَ الْأمْيَلُ يريا لياس لَعَلَهُرْ يفوت 204 , الفقرة السادسة ‏ خصائص وفئية الأمثال في القرآن الكريم أشرنا من قبل بأنَّ تاريخ العرب الثقافيّ قد حفل بالأمثال )١(‏ سورة فصلتء الآأية: 6. )١(‏ سورة الحديد. الآية: .٠١‏

(*) سورة الحشرهء الآية: ١؟.‏

41-١

المتنوعة» فكان منها ما ارتبط بأحداث تاريخية» أو ما عبّر عن أوضاع مجتمعية» أو ما صوّر أحداثاً خيالية أو فرضية» وكانت جميعها تتوخى أهدافاً معينة تريد إيصالها إلى الناس .

ولكثرة ما شابٌ تاريخ الثقافات عند العرب من اضطراب وتشويش فقد جعل تلك الأمثال التى وصلت إلينا مختلطة من الجاهليّ والإسلاميّ» لأنَّ ما كان محفوظاً منها فى مصنفات جامعة» ومميزة لكل عصر على حدةء إما أنه ضاع في طيات الزمن» وإما أنه صار أشتاتا متفرقة» فلم يبقّ سليماً على حقيقته» وعلى شكله ورونقه» إلا ما تنزّل به القرآن الكريم»ء أو ما دل عليه الحديث الشريف بالإجماع. .

والأمثال في القرآن الكريم قد جاءت هي الأخرى كثيرة ومتنوعة - ريما جرياً على لغة العرب» باعتبار أن القرآن عربيّ - أو الأصح للحكمة التي أرادها الله تعالى من هذه الأمثال في كتابه المبين. على أنَّ ميزة الأمثال في القرآن المجيد أنها عصيّة على فهم وإدراك مقاصدها إِلَا لمن كان له قلب» أو ألقى السمع وهو شهيد. . فهو المؤمن الذي تضعه هذه الأمثال في حياة الأقدمين» ولكنه قديمهم المتجدد دوماً مع تجدد أنماط العيش ومظاهر الحياة الإنسانية» ومن ثم لتحمله إلى عالم فريد من الحكمة والموعظة. والدليل الحسيّ والبرهان العقليَّ على ما أراده الله تعالى مثلا. .

فأنت أيها القارئ العزيز تتخطى مع الأمثال في القرآن الكريم

42- "

حدود الزمان والمكان حين ترى كل شيء في الإنسان: في خلقه وتكوينه » وفي نفسه وذاته. وفي علمه وجهله. وفي إيمانه وكمره. . جميعاً: وما يرتبط به عالمه الأرضيٌ مع الكون. ولاسيما تلك الكواكب والنجوم التي تؤثر مباشرةً على الكرة الأرضية؛ التي جعلها خالقه الكريم صالحة للحياة البشرية من خلال تناسقها مع النظام الكونيّ الشامل . . وأخيراً حين ترى الإنسان في كل شيء: في تجربته الأولى مع أبينا آدم تتتتلهه » وكيف أزله الشيطانُ وزوجَه عن الجنة التي كانا فيهاء وأخرجهما مما كانا فيه لتعيش ذريته مختلف المراحل الزمنية التي تمرٌ عليها في وجودها الأرضيّ. . ثم ترى هذا الإنسان فى صراعه الدائم ما بين المخير والشرء والحق والباطل» والحسن والقبيح. . وكذلك حين تراه في تقدمه الماديي. ونضوجه الفكريٍ مثلما تراه في تقهقره الخلقيّ. ومجافاته لتكوينه الفطري .

ونظراً لهذه الأهمية البالغة للأمثئال في القرآن الكريم فإننا سوف نتناول في هذا البحث خصائص هذه الأمثال (أولاً). وفّية مبناها (ثانيا)» والأهداف التي تتوخاها (ثالثاً) .

أولاً: خصائص الأمثال في القرآن الكريم للأمثال في كتاب الله المبين خصائص عديدة» ولكن أبرزها

التالية : ١‏ - الخصيصة الأولى: المثل القرآنيَّ قد يكون حقيقياًء وقد يكون فرضيا :

5 ب 43

- ففي حال كون المثل حقيقياًء أويعبر عن حقيقة فإنه يطلق على ذات الشيء كما في قول الله تعالى : « كَمَن مَك في الظُنْمَتٍ 20 أي كمن هو في الظلمات» أو في قوله تعالى: © كَدَلِكَ يضرب أله بي أكى 1116 أعرمتل ذللته ديهف لهم أخر الوم ».ين حيث إن الذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله أضلّ أعمالهم. ومن حيث إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات» وآمنوا بما تُرّلَ على محمد 585 وهو الحق من ربهم. كمّر عنهم سيئاتهم. وأصلح بالهم. أو في قوله تعالى: 8إِبَ مَثَلَ عِيسَى عِندَ ألو كَمَمَلٍ ادم عَلَكَمٌ من راب 74 أي كما أن الله سبحانه وتعالى - خلق آدم من تراب ومن دون أم وأبء ثم نفخ فيه من روحه فكان بشرا سوياً. كذلك خلق عيسى من غير أبء من أمه مريم تنكل . عندما بعتٌ إليها جبريل فنفخ فيها فحملت بإذن الله.. فهذا المئل الذي يدل على خلق آدم وعيسى كه » قد ضربَةُ رب العالمين للناس ليثبت لهم أنه على كل شيء قديرء وأنَّ أمرّهُ إذا أراد شيئاً أن يقول له: كن» فيكون. فآدم هو حقيقة ثابتة في حياة البشر جميعاء بل هو أبو البشر جميعاًء وكذلك عيسى هو حقيقة لا جدال فيهاء وقد كان خلقهما خروجاً على النظام المألوف لدى الناس» أي على النظام الذي يقوم على اجتماع الزوجين الذكر والأنثئى. بما أودع الخالق فيهما من العناصر التي تؤدي إلى إنشاء المخلوق البشريّ؛ كما كان خلقهما خروجاً على

(؟) سورة محمدء الآية: ". (0) سورة آل عمران» الآية: 04.

44

السّئن التي خلق الله - عرّ وجل - بموجبها السماوات والأرض» وجعلها سنناً ثابتة» لا يطرأ عليها أي تحويل أو تبديل. وبذلك يكون هذا المثل القرآنيّ قد قرّب إلى أذهاننا فكرة الخالق» وقدرته على الخلق